اليرده الشريفه
الخميس أبريل 30, 2020 7:25 am
قصيدة البردة للإمام البوصيري
قصيدة البردة
للإمام شرف الدين أبي عبد الله محمد بن سعيد البوصيري
مولاي صلــــي وسلــــم دائمـــاً أبــــدا
علـــى حبيبــــك خيــر الخلق كلهـم
أمن تذكــــــر جيــــــرانٍ بذى ســــــلم
مزجت دمعا جَرَى من مقلةٍ بـــــدم
َمْا هبَّــــت الريـــــحُ مِنْ تلقاءِ كاظمــةٍ
وأَومض البرق في الظَّلْماءِ من إِضم
فما لعينيك إن قلت اكْفُفاهمتـــــــــــــــا
وما لقلبك إن قلت استفق يهـــــــــم
أيحسب الصب أن الحب منكتـــــــــــم
ما بين منسجم منه ومضطــــــــرم
لولا الهوى لم ترق دمعاً على طـــــللٍ
ولا أرقت لذكر البانِ والعلــــــــــمِ
فكيف تنكر حباً بعد ما شـــــــــــــهدت
به عليك عدول الدمع والســـــــــقمِ
وأثبت الوجد خطَّيْ عبرةٍ وضــــــــنى
مثل البهار على خديك والعنــــــــم
نعم سرى طيف من أهوى فأرقنـــــــي
والحب يعترض اللذات بالألــــــــمِ
يا لائمي في الهوى العذري معـــــذرة
مني إليك ولو أنصفت لم تلــــــــــمِ
عدتك حالي لا سري بمســــــــــــــتتر
عن الوشاة ولا دائي بمنحســـــــــم
محضتني النصح لكن لست أســـــمعهُ
إن المحب عن العذال في صــــــممِ
إنى اتهمت نصيح الشيب في عـــــذلي
والشيب أبعد في نصح عن التهـــتـمِ
مولاي صلــــي وسلــــم دائمـــاً أبــــدا
علـــى حبيبــــك خيــر الخلق كلهـم
فإن أمارتي بالسوءِ ما أتعظــــــــــــــت
من جهلها بنذير الشيب والهــــرم
ولا أعدت من الفعل الجميل قــــــــــرى
ضيف ألم برأسي غير محتشــــــم
لو كنت أعلم أني ما أوقــــــــــــــــــــره
كتمت سراً بدا لي منه بالكتــــــــمِ
من لي برِّ جماحٍ من غوايتهـــــــــــــــا
كما يردُّ جماح الخيلِ باللُّجـــــــــُم
فلا ترم بالمعاصي كسر شهوتهــــــــــا
إن الطعام يقوي شهوة النَّهـــــــــم
والنفس كالطفل إن تهملهُ شبَّ علــــى
حب الرضاعِ وإن تفطمهُ ينفطــــم
فاصرف هواها وحاذر أن توليــــــــــه
إن الهوى ما تولى يصم أو يصـــــم
وراعها وهي في الأعمالِ ســــــــائمةٌ
وإن هي استحلت المرعى فلا تسم
كم حسنت لذةً للمرءِ قاتلــــــــــــــــــة
من حيث لم يدرِ أن السم فى الدسم
واخش الدسائس من جوعٍ ومن شبع
فرب مخمصةٍ شر من التخـــــــــــم
واستفرغ الدمع من عين قد امتـــلأت
من المحارم والزم حمية النـــــــدمِ
وخالف النفس والشيطان واعصهمــا
وإن هما محضاك النصح فاتَّهِـــــم
ولا تطع منهما خصماً ولا حكمـــــــــاً
فأنت تعرف كيد الخصم والحكـــــم
أستغفر الله من قولٍ بلا عمـــــــــــــلٍ
لقد نسبتُ به نسلاً لذي عُقــــــــــُم
أمْرتُك الخير لكن ما ائتمرت بــــــــــه
وما اســـــتقمت فما قولى لك استقمِ
ولا تزودت قبل الموت نافلــــــــــــــةً
ولم أصل سوى فرض ولم اصـــــم
في مدح سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم
مولاي صلــــي وسلــــم دائمـــاً أبــــدا
علـــى حبيبــــك خيــر الخلق كلهـم
ظلمت سنة من أحيا الظلام إلــــــــــى
أن اشتكت قدماه الضر مــــــن ورم
وشدَّ من سغب أحشاءه وطــــــــــوى
تحت الحجارة كشحاً متـــــرف الأدم
وراودته الجبال الشم من ذهــــــــــبٍ
عن نفسه فأراها أيما شـــــــــــــــمم
وأكدت زهده فيها ضرورتـــــــــــــــه
إن الضرورة لا تعدو على العصــــم
وكيف تدعو إلى الدنيا ضرورة مـــن
لولاه لم تخرج الدنيا من العـــــــــدمِ
محمد ســـــــــــــــيد الكونين والثقليـن
والفريقين من عرب ومن عجـــــمِ
نبينا الآمرُ الناهي فلا أحـــــــــــــــــدٌ
أبر في قولِ لا منه ولا نعـــــــــــــــــم
هو الحبيب الذي ترجى شــــــــفاعته
لكل هولٍ من الأهوال مقتحـــــــــــــــم
دعا إلى الله فالمستسكون بــــــــــــه
مستمسكون بحبلٍ غير منفصـــــــــــم
فاق النبيين في خلقٍ وفي خُلــــــــُقٍ
ولم يدانوه في علمٍ ولا كـــــــــــــــرم
وكلهم من رسول الله ملتمـــــــــــسٌ
غرفاً من البحر أو رشفاً من الديـــــمِ
وواقفون لديه عند حدهـــــــــــــــــم
من نقطة العلم أو من شكلة الحكـــــم
فهو الذي تـ ــــــم معناه وصورتـــــــه
ثم اصطفاه حبيباً بارئُ النســــــــــــم
منزهٌ عن شريكٍ في محاســـــــــــنه
فجوهر الحسن فيه غير منقســـــــــم
دع ما ادعثه النصارى في نبيهـــــم
واحكم بماشئت مدحاً فيه واحتكــــــم
وانسب إلى ذاته ما شئت من شــرف
وانسب إلى قدره ما شئت من عظــــم
فإن فضل رسول الله ليس لـــــــــــه
حدٌّ فيعرب عنه ناطقٌ بفــــــــــــــــــم
لو ناسبت قدره آياته عظمـــــــــــــاً
أحيا اسمه حين يدعى دارس الرمــم
لم يمتحنا بما تعيا العقول بــــــــــــه
حرصاً علينا فلم نرْتب ولم نهــــــــمِ
أعيا الورى فهم معناه فليس يـــــرى
في القرب والبعد فيه غير منفحـــــم
كالشمس تظهر للعينين من بعُـــــــدٍ
صغيرةً وتكل الطرف من أمـــــــــــم
وكيف يدرك في الدنيا حقيقتــــــــــه
قومٌ نيامٌ تسلوا عنه بالحلــــــــــــــمِ
فمبلغ العلم فيه أنه بشـــــــــــــــــــرٌ
وأنه خير خلق الله كلهــــــــــــــــــمِ
وكل آيٍ أتى الرسل الكرام بهـــــــــا
فإنما اتصلت من نوره بهـــــــــــــم
فإنه شمس فضلٍ هم كواكبهـــــــــــا
يظهرن أنوارها للناس في الظلـــــم
حَتَّى إِذَا طَلَعَتْ في الْكَونِ عَمَّ هُدَاهَا
الْعَالَمِينَ وَأَحْيَتْ سَآئِرَ الأُمَمِ
أكرم بخلق نبيّ زانه خلــــــــــــــــقٌ
بالحسن مشتمل بالبشر متســـــــــم
كالزهر في ترفٍ والبدر في شــــرفٍ
والبحر في كرمٍ والدهر في همــــــم
كانه وهو فردٌ من جلالتـــــــــــــــــه
في عسكر حين تلقاه وفي حشــــــم
كأنما اللؤلؤ المكنون فى صـــــــدفٍ
من معدني منطق منه ومبتســــــــم
تعيى العقول كلالا عند رؤيته
لا طيب يعدل تُرباً ضم أعظمــــــــــهُ
طوبى لمنتشقٍ منه وملتثــــــــــــــمِ
في مولده عليه الصلاة والسلام
مولاي صلــــي وسلــــم دائمـــاً أبــــدا
علـــى حبيبــــك خيــر الخلق كلهـم
أبان موالده عن طيب عنصـــــــــره
يا طيب مبتدأ منه ومختتــــــــــــــم
يومٌ تفرَّس فيه الفرس أنهـــــــــــــم
قد أنذروا بحلول البؤْس والنقـــــــم
وبات إيوان كسرى وهو منصــــدعٌ
كشمل أصحاب كسرى غير ملتئـــم
والنار خامدة الأنفاس من أســــــفٍ
عليه والنهر ساهي العين من سـدم
وساءَ ساوة أن غاضت بحيرتهـــــا
ورُد واردها بالغيظ حين ظمــــــــي
كأن بالنار ما بالماء من بــــــــــــلل
حزناً وبالماء ما بالنار من ضــــرمِ
والجن تهتف والأنوار ساطعـــــــــةٌ
والحق يظهر من معنى ومن كلــــم
عموا وصموا فإعلان البشائر لـــــم
تسمع وبارقة الإنذار لم تُشــــــــــَم
من بعد ما أخبره الأقوام كاهِنُهُـــــــمْ
بأن دينهم المعوجَّ لم يقــــــــــــــــمِ
وبعد ما عاينوا في الأفق من شهـب
منقضةٍ وفق ما في الأرض من صنم
حتى غدا عن طريق الوحى منهــزمٌ
من الشياطين يقفو إثر منـــــــــهزم
كأنهم هرباً أبطال أبرهــــــــــــــــــةٍ
أو عسكرٌ بالحصى من راحتيه رمـى
نبذاً به بعد تسبيحٍ ببطنهمــــــــــــــا
نبذ المسبِّح من أحشاءِ ملتقـــــــــــم
في معجزاته صلى الله عليه وسلم
مولاي صلــــي وسلــــم دائمـــاً أبــــدا
علـــى حبيبــــك خيــر الخلق كلهـم
جاءت لدعوته الأشجار ســــــاجدة
تمشى إليه على ساقٍ بلا قــــــــــدم
كأنَّما سطرت سطراً لما كتــــــــــبت
فروعها من بديع الخطِّ في اللقـــــم
مثل الغمامة أنَّى سار سائـــــــــــرة
تقيه حر وطيسٍ للهجير حَـــــــــــم
أقسمت بالقمر المنشق إن لــــــــــه
من قلبه نسبةً مبرورة القســــــــــمِ
وما حوى الغار من خير ومن كــرم
وكل طرفٍ من الكفار عنه عــــــــم
فالصِّدْقُ في الغار والصِّدِّيقُ لم يرما
وهم يقولون ما بالغار مــــــــن أرم
ظنوا الحمام وظنوا العنكبوت علــى
خير البرية لم تنسج ولم تحــــــــــم
وقاية الله أغنت عن مضاعفـــــــــةٍ
من الدروع وعن عالٍ من الأطـــــُم
ما سامنى الدهر ضيماً واستجرت به
إلا ونلت جواراً منه لم يضـــــــــــم
ولا التمست غنى الدارين من يــــده
إلا استلمت الندى من خير مســـتلم
لا تنكر الوحي من رؤياه إن لـــــــه
قلباً إذا نامت العينان لم ينــــــــــــم
وذاك حين بلوغٍ من نبوتــــــــــــــه
فليس ينكر فيه حال محتلـــــــــــــم
تبارك الله ما وحيٌ بمكتســــــــــــبٍ
ولا نبيٌّ على غيبٍ بمتهـــــــــــــــم
كم أبرأت وصباً باللمس راحتــــــــه
وأطلقت أرباً من ربقة اللمـــــــــــم
وأحيتِ السنةَ الشهباء دعوتـــــــــه
حتى حكت غرة في الأعصر الدهـم
بعارضٍ جاد أو خلت البطاح بهـــــا
سيبٌ من اليم أو سيلٌ من العــــرمِ
لمّا شكت وقعه البطحاء قال له
على الرّبا و الهضاب انهلّ و انسجم
فأدّت الأرض من رزق أمانتها
بإذن خالقها للناس و النعم
و ألبست حللا من سندس و لوت
عمائما برؤوس الهضب و الأكم
فالنخل باسقة تجلوا قلائدها
مثل البهار على الأبصار و العنم
و فارق الناس داء القحط و انبعثت
الى المكارم نفس النّكس و البرم
اذا تتبّعت أيات النبي فقد
الحقت منفخما منها بمنفخم
قل للمحاول شأوا في مدائحه
هي المواهب لم أشدد لها زيم
و لا تقل لي بماذا نلت جيّدها
فما يقال لفضل الله ذا بكم
لولا العناية كان الامر فيه عناء
حدَّ السَواءٍ فذو نطقِ كذي بكمِ
في شـــــرف الــــقرآن ومدحــــــــــــــــه
مولاي صلــــي وسلــــم دائمـــاً أبــــدا
علـــى حبيبــــك خيــر الخلق كلهـم
دعني ووصفي آيات له ظهـــــــرت
ظهور نار القرى ليلاً على علـــــم
فالدُّرُّ يزداد حسناً وهو منتظــــــــــمٌ
وليس ينقص قدراً غير منتظــــــم
فما تطاول آمال المديح إلــــــــــــى
ما فيه من كرم الأخلاق والشِّيـــــم
آيات حق من الرحمن محدثــــــــــةٌ
قديمةٌ صفة الموصوف بالقــــــدم
لم تقترن بزمانٍ وهي تخبرنــــــــــا
عن المعادِ وعن عادٍ وعــــن إِرَم
دامت لدينا ففاقت كلَّ معجــــــــــزةٍ
من النبيين إذ جاءت ولم تـــــــدمِ
محكّماتٌ فما تبقين من شبــــــــــــهٍ
لذى شقاقٍ وما تبغين من حكــــم
ما حوربت قط إلا عاد من حَـــــــرَبٍ
أعدى الأعادي إليها ملقي الســلمِ
ردَّتْ بلاغتها دعوى معارضهــــــــا
ردَّ الغيور يد الجاني عن الحـــرم
لها معانٍ كموج البحر في مــــــــددٍ
وفوق جوهره في الحسن والقيـمِ
فما تعدُّ ولا تحصى عجائبهــــــــــــا
ولا تسام على الإكثار بالســـــــأمِ
قرَّتْ بها عين قاريها فقلت لـــــــــه
لقد ظفرت بحبل الله فاعتصـــــــم
إن تتلها خيفةً من حر نار لظـــــــى
أطفأت حر لظى من وردها الشــم
كأنها الحوض تبيض الوجوه بـــــه
من العصاة وقد جاؤوه كالحمـــــم
وكالصراط وكالميزان معدلـــــــــــةً
فالقسط من غيرها في الناس لم يقم
لا تعجبن لحسودٍ راح ينكرهــــــــــا
تجاهلاً وهو عين الحاذق الفهـــــم
قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد
وينكر الفم طعم الماءِ من ســــــقم
في إسرائه ومعراجه صلى الله عليه وسلم
مولاي صلــــي وسلــــم دائمـــاً أبــــدا
علـــى حبيبــــك خيــر الخلق كلهـم
يا خير من يمم العافون ســــــــاحته
سعياً وفوق متون الأينق الرســــم
ومن هو الآية الكبرى لمعتبــــــــــرٍ
ومن هو النعمةُ العظمى لمغتنـــــم
سريت من حرمٍ ليلاً إلى حــــــــــرمٍ
كما سرى البدر في داجٍ من الظـلم
وبت ترقى إلى أن نلت منزلــــــــــةً
من قاب قوسين لم تدرك ولم تــرم
وقدمتك جميع الأنبياء بهـــــــــــــــا
والرسل تقديم مخدومٍ على خـــــدم
وأنت تخترق السبع الطباق بهــــــم
في مركب كنت فيه صاحب العلــــم
حتى إذا لم تدع شأواً لمســـــــــتبقٍ
من الدنوِّ ولا مرقى لمســــــــــــتنم
خفضت كل مقامٍ بالإضـــــــــــافة إذ
نوديت بالرفع مثل المفردِ العلــــــم
كيما تفوز بوصلٍ أي مســـــــــــتترٍ
عن العيون وسرٍ أي مكتتــــــــــــم
فحزت كل فخارٍ غير مشـــــــــــتركٍ
وجزت كل مقامٍ غير مزدحــــــــــم
وجل مقدار ما وليت من رتــــــــــبٍ
وعز إدراك ما أوليت من نعــــــــمِ
بشرى لنا معشر الإسلام إن لنـــــــا
من العناية ركناً غير منهــــــــــدم
لما دعا الله داعينا لطاعتــــــــــــــه
بأكرم الرسل كنا أكرم الأمــــــــــم
في جهاد النبي صلى الله عليه وسلم
مولاي صلــــي وسلــــم دائمـــاً أبــــدا
علـــى حبيبــــك خيــر الخلق كلهـم
راعت قلوب العدا أنباء بعثتــــــــــه
كنبأة أجفلت غفلا من الغنــــــــــمِ
ما زال يلقاهمُ في كل معتـــــــــــركٍ
حتى حكوا بالقنا لحماً على وضـم
ودوا الفرار فكادوا يغبطون بــــــــه
أشلاءَ شالت مع العقبان والرخــم
تمضي الليالي ولا يدرون عدتهـــــا
ما لم تكن من ليالي الأشهر الحُرُم
كأنما الدين ضيفٌ حل ســــــــاحتهم
بكل قرمٍ إلى لحم العدا قــــــــــــرم
يجر بحر خميسٍ فوق ســــــــــابحةٍ
يرمى بموجٍ من الأبطال ملتطـــــم
من كل منتدب لله محتســـــــــــــــبٍ
يسطو بمستأصلٍ للكفر مصــــطلمِ
حتى غدت ملة الإسلام وهي بهــــم
من بعد غربتها موصولة الرحـــم
مكفولةً أبداً منهم بخــــــــــــــير أبٍ
وخير بعلٍ فلم تيتم ولم تئـــــــــــمِ
هم الجبال فسل عنهم مصادمهــــــم
ماذا رأى منهم في كل مصــــطدم
وسل حنيناً وسل بدراً وسل أُحـــــداً
فصول حتفٍ لهم أدهى من الوخم
المصدري البيض حمراً بعد ما وردت
من العدا كل مسودٍ من اللمـــــــمِ
والكاتبين بسمر الخط ما تركـــــــت
أقلامهم حرف جسمٍ غير منعجــمِ
شاكي السلاح لهم سيما تميزهــــــم
والورد يمتاز بالسيما عن الســلم
تهدى إليك رياح النصر نشرهـــــــم
فتحسب الزهر في الأكمام كل كــم
كأنهم في ظهور الخيل نبت ربـــــــاً
من شدة الحَزْمِ لا من شدة الحُزُم
طارت قلوب العدا من بأسهم فرقـــاً
فما تفرق بين الْبَهْمِ وألْبُهــــــــــُمِ
ومن تكن برسول الله نصــــــــــرته
إن تلقه الأسد فى آجامها تجــــــمِ
ولن ترى من وليٍ غير منتصـــــــرٍ
به ولا من عدوّ غير منفصــــــــم
أحل أمته في حرز ملتـــــــــــــــــــه
كالليث حل مع الأشبال في أجـــــم
كم جدلت كلمات الله من جــــــــــدلٍ
فيه وكم خصم البرهان من خصـم
كفاك بالعلم في الأُمِّيِّ معجــــــــــزةً
في الجاهلية والتأديب في اليتـــــم
في التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم
مولاي صلــــي وسلــــم دائمـــاً أبــــدا
علـــى حبيبــــك خيــر الخلق كلهـم
خدمته بمديحٍ استقيل بـــــــــــــــــه
ذنوب عمرٍ مضى في الشعر والخدم
إذ قلداني ما تخشي عواقبـــــــــــــه
كأنَّني بهما هديٌ من النعـــــــــــــم
أطعت غي الصبا في الحالتين ومـــا
حصلت إلا على الآثام والنــــــــــدم
فياخسارة نفسٍ في تجارتهــــــــــــا
لم تشتر الدين بالدنيا ولم تســـــــم
ومن يبع آجلاً منه بعاجلـــــــــــــــهِ
يَبِنْ له الْغَبْنُ في بيعٍ وفي ســــــلمِ
إن آت ذنباً فما عهدي بمنتقـــــــض
من النبي ولا حبلي بمنصـــــــــرم
فإن لي ذمةً منه بتســــــــــــــــميتي
محمداً وهو أوفى الخلق بالذمـــم
إن لم يكن في معادي آخذاً بيــــــدى
فضلاً وإلا فقل يا زلة القــــــــــــدمِ
حاشاه أن يحرم الراجي مكارمــــــه
أو يرجع الجار منه غير محتــــرمِ
ومنذ ألزمت أفكاري مدائحــــــــــــه
وجدته لخلاصي خير ملتـــــــــــزم
ولن يفوت الغنى منه يداً تربــــــــت
إن الحيا ينبت الأزهار في الأكـــــم
ولم أرد زهرة الدنيا التي اقتطفــــت
يدا زهيرٍ بما أثنى على هــــــــــرمِ
في المناجاة وعرض الحاجات
يــــارب بالمصطفى بلغ مقاصدنـــا
واغفر لنا ما مضى يا واسع الكرم
يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ بــــــه
سواك عند حلول الحادث العمـــــم
ولن يضيق رسول الله جاهك بــــــي
إذا الكريم تحلَّى باسم منتقــــــــــم
فإن من جودك الدنيا وضرتهـــــــــا
ومن علومك علم اللوح والقلـــــم
يا نفس لا تقنطي من زلةٍ عظمـــــت
إن الكبائر في الغفران كاللمـــــــــم
لعل رحمة ربي حين يقســـــــــــمها
تأتي على حسب العصيان في القسم
يارب واجعل رجائي غير منعكـــسٍ
لديك واجعل حسابي غير منخــــرم
والطف بعبدك في الدارين إن لـــــه
صبراً متى تدعه الأهوال ينهــــــزم
وائذن لسحب صلاةٍ منك دائمــــــــةٍ
على النبي بمنهلٍ ومنســـــــــــــجم
ما رنّحت عذبات البان ريح صـــــبا
وأطرب العيس حادي العيس بالنغم
ثم الرضا عن أبي بكرٍ وعن عمــــرٍ
وعن عليٍ وعن عثمان ذي الكــرم
والآلِ وَالصَّحْبِ ثمَّ التَّابعينَ فهــــــم
أهل التقى والنقا والحلم والكـــــرمِ
يا رب بالمصطفى بلغ مقاصـــــــدنا
واغفر لنا ما مضى يا واسع الكرم
واغفر إلهي لكل المسلميـــــــن بمــــا
يتلوه في المسجد الأقصى وفي الحرم
بجاه من بيتـــــه في طيبـــــــةٍ حرمٌ
واسمُهُ قسمٌ من أعظــــــم القســــم
وهذه بُــــردةُ المُختــــار قد خُتمــــت
والحمد لله في بــــدء وفي ختـــــم
أبياتها قـــــد أتت ستيــــن مع مائــــةٍ
فرِّج بها كربنا يا واسع الكــــــــرم
يـا رَبِّ صَـــلِّ عّـلـَـى الـمُـخـْـتـَـارِ مِــنْ مُــضـَــرٍ
وَ الأَنـْـبـِـيـــا وَ جَــمــيــعِ الــرُّسْــــلِ مََــا ذُكِـــرُوا
وَصَـــلِّ رَبِّ عَــلـَــى الــهـَــــادِي وَ عِــتـْـــرَتِــــهِ
وَ صَـحْــبـِــهِ مَـنْ لِــطـَـــيِّ الـدِّيــن قـدْ نـَـشـَــــرُوا
وَ جــاهـَــــدُوا مَــعــَـهُ فـــي الـلـه وَ اجْــتـَـهـَــــدُوا
و هـــاجَـــــرُوا و لـَـــهُ آوَوْا وَ قــَـــدْ نـَــصَـــــرُوا
وَ بَـيَّـنـُـوا الـفـَـرْضَ و الـمَـسْـنـُـونَ وَ اعْـتـَـصَـبُـوا
لـلـهِ وَ اعْـــتـَــصَـــمُــــوا بـالـلـهِ فـَــنـْــتــَـصَـــرُوا
أَزْكـَـــى صَــــــلاَة و أنـْــمــــاهـَـا وَ أَشـْــــرَفـَـهــا
يُـعَــطـِّــرُ الــكـَـوْنَ رَيـَّـــا نـَـشـْــــرُهـا الـعَــطِــــرُ
مَــعـْـبـُـــوقـَـــةً بـِـعَــبـِـيـــرِ الــمِــسْــــكِ زَاكِــيـــةً
مِــنْ طِــيــبـِـهـَـــا أَرَجُ الــرِّضـْـــوَانِ يَــنـْـتـَـشِــــرُ
عَـــدَّ الـحَـصَى و الـثــَّـرَى و الـرَّمْـــلِ يَـتـْـبَـعُـهــا
نـَـجْــــمُ الـسَّــــمـــا وَنـَـبَـــاتُ الأَرْضِ و الــمَــــدَرُ
وَعَــــــدَّ مــا حَـــــوَتِ الأَشـْــــجـَـــــارُ مِـــنْ وَرَقٍ
وكـُــلِّ حَـــــرْفٍ غـَـــدَا يُـتــْــلـَـى وَ يُـسْـــتـَـطـــَـرُ
وَ عَــــــدَّ وَزْنٍ مَــثـــاقِـــيــــل الـجـِــبــــالِ كـــَــذَا
يَـلِــيــهِ قـَـطـْــــرُ جَــمِــيـــع الــمـــاءِ و الـمَـطـَـــرُ
وَ الـطـَّـيْــرِ وَ الـوَحْــشِ وَ الأَسْـــمَـاكِ مَـعْ نـَـعَـــم
يَـتـْـلـُـوهـُـــمُ الـجـِـــــنُّ وَ الأَمْـــــلاَكُ وَ الـبَــشـَـــرُ
و الــذرُّ و الـنـَّــمْـــلُ مَـعْ جَـمْــعِ الـحــبُــوبِ كـَـذا
و الـشـَّـــعْــرُ و الـصُّــوفُ و الأَرْيَــاشُ و الــوَبَـــرُ
و مــا أحــــاطَ بـِـهِ الــعِـــلـْـــمُ الــمُــحِــيــطُ وَ مَــا
جَــــرَى بـِـهِ الـقـَـلــــمُ الــمَــأْمُــــورُ وَ الــقـَــــــدَرُ
وعَــــــدَّ نـَـعْــمــائِـــك الـلاتِـــي مَــنـَـنـْـــتَ بِـهـَــا
عَـلـَـى الـخـلائـقِ مُـــذ كـانـُـــوا وَ مُـــذ حُـشِــــرُوا
وعَــــــدَّ مِــقـْـــدَارِهِ الـسَّــــامِـي الــذِي شـَــــرُفـَـتْ
بِــهِ الـنـَّـبـِـيُّـــونَ و الأمْـــــلاكُ و افـْــتـَــخـَــــــرُوا
وعَـــــــدَّ مــا كـــانَ فِــي الأكــــوانِ يـا سَـــــنـَـدِي
و مـــا يـَـكــــونُ إلــى أنْ تــُـبْــــعَــــثَ الـصُّـــــوَرُ
فِــي كـُــلِّ طـَــرْفـَـــةِ عَــــيْـــنٍ يَـطــْـرِفـُـونَ بـِـهــا
أهـْـــلُ الـسَّـــمَـواتِ و الأَرضِـــيــنَ أوْ يـــَــــــذرُوا
مِـــلْءَ الـسَّـــمـوَاتِ و الأرْضِـــيــنَ مَــعْ جَـــبــَـــلٍ
و الـفـَـرْشِ و الـعَـرْش و الـكْـرسِـي و مَا حَـصَـرُوا
مـا أعْـــدَمَ الـلـه مَــوْجُـــوداً وَ أَوْجَــــــدَ مَـعْـــدُومـاً
صَـــــــلاَةً دَوَامـــــــاً لـَــيْــــــسَ تــَـنــْـحَـــصِــــــرُ
تـَـسْـــتـَـغـْـرِقُ الـعـــدَّ مَـعْ جَــمْـعِ الـدُّهـــُـورِ كـمَــا
تـُـحِــيـــطُ بـالـحَـــــــدِّ لا تـُـبْــقِــــي و لا تــَـــــــذَرُ
لا غــايَـــــةً وَ انــتِــهـــــاءً يَـا عَــظــيـــــمُ لــهـَـــا
و لا لـهـَـــا أمَــــــــدٌ يُــقــْـضـَــى وَ يُــنـْـتـَـظـــــــرُ
مَــعَ الـسَّــــــلامِ كـَـمَــا قـَــدْ مَــــــنَّ مِــنْ عَــــــــدَدٍ
رَبـِّـي و ضـاعِـفـْـهـُـمـا و الـفـَـضـْــلُ مُـنـْـتــَـشــــرُ
وَعَــــــدَّ أضـْـعَـــاف مَــا قـَــدْ مَـــــرَّ مِــنْ عَــــــدَدٍ
مَــعْ ضِـعْــــفِ أضـْـعــافِــهِ يَــا مَــنْ لـَـهُ الـقـَــــدَرُ
كـَـمَـــا تـُـحِـــــبُّ و تـَـرْضـَـى سَـــــيِّـدِي و كـَـمَـــا
أمَــــرْتــنـــــا أَنْ نـُـصَــلـِّــي أَنــْـــت مُــقـْــتــَـــــدِرُ
وَ كـُـــلُّ ذلِــــكَ مَــضـْـــرُوبٌ بـِـحَـــقــِّـــــكَ فِـــــي
أَنـْـفـَــــاسِ خـَـلـْـقــِــكَ إن قـَــلـُّـــوا وَ إِن كـَـثــُــروا
يَـا رَبِّ و اغـْــفـِــــــر لِـتــالِـيــهـــا و ســــامِـعِــهــا
وَ الـمُـرْسـَـــلِـيـنَ جَـمِـيـعـــاً أَيْـنـَـمــا حَــضـَـــــرُوا
وَوَالــدِيـــنــَـــا و أَهـْـلـِـيـــنـــــا وَ جــِـيـــرَاتِـــنــَـــا
وَ كـُـلـُّــنــا سَـــــيِّـــدِي لِـلـْـعَــفـْــــو مُـفـْـتــَـقـِـــــــرُ
و قــَـــدْ أَتــَـيــْــتُ ذُنـُـــــوبـــاً لاَ عِـــــــدَادَ لــهـَـــا
لــكِـــنَّ عَـــفـْــــوَكَ لا يُــبْــقـــــي و لا يــَـــــــــذرُ
و الــهـَـــمُّ عَـنْ كـُـلِّ مـا أَبْــغِـــيـــهِ أَشـْـــغـَـلـَـنِــي
و قـَــدْ أَتــَـى خـاضِـعــاً و الـقـَـلـْــبُ مُـنـْـكـَـسِـــــرُ
أَرْجُـــوكَ يَـا رَبِّ فـــي الـــدَّارَيْـن تـــَـرْحَــمُــنـــــا
بـجَـــــاهِ مَــنْ فِــي يــَـــدْيـــهِ سَـــــبَّـحَ الـحَـجَـــــرُ
يَـارَبِّ أعــظِــــمْ لـَـنــــا أجْــــــراً و مَــغـْـفـِـــــــرَةً
فـــإنَّ جُـــــودَكَ بَــحــــــرٌ لـَـيـْــسَ يـَـنـْـحَــصـِــــرُ
و اقـــضِ دُيــُــونـاً لـهـــا الأخـــــلاقُ ضــائـِـقــَـــةٌ
و فـَـــــرِّجِ الـكـَــــرْبَ عَــنــَـا أنــــتَ مُــقـْــتــَـــدِرُ
و كـُــنْ لـَـطِــيــفـــاً بـِــنــَـا فـــي كـُــلِّ نــَــازِلـَــــةٍ
لـُـطـْـفـــاً جَــمِــيــلاً بـِـهِ الأهـْـــوَالُ تـَـنـْـحَــسِـــــرُ
بـالـمُـصْـطـَـفـَـى الـمُـجْـتـَـبَـى خـَـيْـرِ الأنـَـامِ و مَـنْ
جَـــلاَلـَـــةً نــَـزَلـَـــتْ فـــي مَـــدْحِـــــهِ الـسُّــــــوَرُ
ثـُــمَّ الـصَّـــلاَةُ عَـلـَـى الــمُـخـْـتـَـارِ مـا طـَـلـَـعَـــتْ
شـَــمْـسُ الـنـَّـهـَـارِ و مـا قـَـدْ شـَـعْـشـَـعَ الـقـَـمَـــــرُ
ثـُــمَّ الــرِّضـــَـا عَـــنْ أبــي بَــكـْــــرٍ خـَـلـِـيـفـَـتِـــهِ
مَــنْ قـــامَ مِــنْ بَــعْـــــدِهِ لِـلـــدِّيـــــنِ يَـنـْـتـَـصِـــرُ
وَ عَـــنْ أبـِـي حَــفــْـصٍ الـفـَـــارُوقِ صـاحِـــبــــِـهِ
مَــنْ قـَــوْلـُـهُ الـفـَـصْــلُ فــي أَحْــكـامِـــهِ عُــمَــــرُ
وَ جُـــــدْ لِـعُـثـْـمَـانَ ذِي الـنـورَيْــنِ مَــنْ كـمُـلـــَـتْ
لـَـهُ الـمَـحَـاسِــــنُ فــي الــدَّارَيْــــنِ و الــظـَّــفـَــــرُ
كـَــذَا عَـــلـِــيِّ مَـــعَ ابْـــنــَــيـْــــهِ وَ أُمِّـــهــِـــمَــــا
أَهـْـــلِ الـعَـبَـــاءِ كـَـمَــا قـَــدْ جَــــاءَنـَـا الـخـَـبَـــــرُ
سَــعْــدٌ ، سَــعِـيـدُ بْـنُ عَــوفٍ ، طـَـلـْـحَـةٌ ، وَ أَبُـو
عُــبَــيْــــدَةٍ ، و زُبـَــيـْـــــرٌ ســــــــادَةٌ غـُــــــــرَرُ
و حَــمْـــــزَةٌ ، و كـــــذا الــعَــبـَـــاسُ سَــــــيِّـدُنــا
و نـَـجْـــلـُـهُ الـحَـبْـــرُ مَـنْ زَالـَـــتْ بـِـهِ الـغِــيـَـــرُ
وَ الآل وَ الــصِّــحْـــبِ و الأتـْــبـَــــاعِ قــاطِــبــَـــة
مــا جَــــنَّ لـَـيـْـــلُ الـدَّيَـاجـِـي أَوْ بَــــدَا الـسَّــحَـــرُ
محمدٌ أشرف الأعراب والعجــم
محمدٌ خير من يمشي على قدمِ
محمدٌ باسط المعروف جامعه
محمدٌ صاحب الإحسان والكرمِ
محمدٌ تاج رسل الله قاطبةً
محمدٌ صادق الأقوال والكلمِ
محمدٌ ثابت الميثاق حافظه
محمدٌ طيب الأخلاق والشيمِ
محمدٌ جبلت بالنور طينـته
محمدٌ حاكم بالعدل ذو شرفٍ
محمدٌ معدن الإنعام والحكمِ
محمدٌ خير خلق الله من مضـرِ
محمدٌ خير رسل الله كلهـمِ
محمدٌ دينه حق ندين بـه
محمدٌ مشرق حقا على علمِ
محمدٌ ذكره روح لأنفسنا
محمدٌ شكره فرض على الأممِ
محمدٌ زينة الدنيا وبهجتهـا
محمدٌ كاشف الغمات والظلمِ
محمدٌ سيد طابت مناقبه
محمدٌ صاغه الرحمن بالنعـمِ
محمدٌ صفوة الباري وخيرتـه
محمدٌ طاهر من سائر التهـمِ
محمدٌ ضاحك للضيف مكرمه
محمدٌ جاره والله لم يضـمِ
محمدٌ طابت الدنيا ببعثـته
محمدٌ جاء بالآيات والحكمِ
محمدٌ يوم بعث الناس شافعنا
محمدٌ نوره الهادي من الظلمِ
محمدٌ قائم لله ذو همـمٍ
محمدٌُ خاتم للرسل كلهـمِ
قصيدة البردة
للإمام شرف الدين أبي عبد الله محمد بن سعيد البوصيري
مولاي صلــــي وسلــــم دائمـــاً أبــــدا
علـــى حبيبــــك خيــر الخلق كلهـم
أمن تذكــــــر جيــــــرانٍ بذى ســــــلم
مزجت دمعا جَرَى من مقلةٍ بـــــدم
َمْا هبَّــــت الريـــــحُ مِنْ تلقاءِ كاظمــةٍ
وأَومض البرق في الظَّلْماءِ من إِضم
فما لعينيك إن قلت اكْفُفاهمتـــــــــــــــا
وما لقلبك إن قلت استفق يهـــــــــم
أيحسب الصب أن الحب منكتـــــــــــم
ما بين منسجم منه ومضطــــــــرم
لولا الهوى لم ترق دمعاً على طـــــللٍ
ولا أرقت لذكر البانِ والعلــــــــــمِ
فكيف تنكر حباً بعد ما شـــــــــــــهدت
به عليك عدول الدمع والســـــــــقمِ
وأثبت الوجد خطَّيْ عبرةٍ وضــــــــنى
مثل البهار على خديك والعنــــــــم
نعم سرى طيف من أهوى فأرقنـــــــي
والحب يعترض اللذات بالألــــــــمِ
يا لائمي في الهوى العذري معـــــذرة
مني إليك ولو أنصفت لم تلــــــــــمِ
عدتك حالي لا سري بمســــــــــــــتتر
عن الوشاة ولا دائي بمنحســـــــــم
محضتني النصح لكن لست أســـــمعهُ
إن المحب عن العذال في صــــــممِ
إنى اتهمت نصيح الشيب في عـــــذلي
والشيب أبعد في نصح عن التهـــتـمِ
مولاي صلــــي وسلــــم دائمـــاً أبــــدا
علـــى حبيبــــك خيــر الخلق كلهـم
فإن أمارتي بالسوءِ ما أتعظــــــــــــــت
من جهلها بنذير الشيب والهــــرم
ولا أعدت من الفعل الجميل قــــــــــرى
ضيف ألم برأسي غير محتشــــــم
لو كنت أعلم أني ما أوقــــــــــــــــــــره
كتمت سراً بدا لي منه بالكتــــــــمِ
من لي برِّ جماحٍ من غوايتهـــــــــــــــا
كما يردُّ جماح الخيلِ باللُّجـــــــــُم
فلا ترم بالمعاصي كسر شهوتهــــــــــا
إن الطعام يقوي شهوة النَّهـــــــــم
والنفس كالطفل إن تهملهُ شبَّ علــــى
حب الرضاعِ وإن تفطمهُ ينفطــــم
فاصرف هواها وحاذر أن توليــــــــــه
إن الهوى ما تولى يصم أو يصـــــم
وراعها وهي في الأعمالِ ســــــــائمةٌ
وإن هي استحلت المرعى فلا تسم
كم حسنت لذةً للمرءِ قاتلــــــــــــــــــة
من حيث لم يدرِ أن السم فى الدسم
واخش الدسائس من جوعٍ ومن شبع
فرب مخمصةٍ شر من التخـــــــــــم
واستفرغ الدمع من عين قد امتـــلأت
من المحارم والزم حمية النـــــــدمِ
وخالف النفس والشيطان واعصهمــا
وإن هما محضاك النصح فاتَّهِـــــم
ولا تطع منهما خصماً ولا حكمـــــــــاً
فأنت تعرف كيد الخصم والحكـــــم
أستغفر الله من قولٍ بلا عمـــــــــــــلٍ
لقد نسبتُ به نسلاً لذي عُقــــــــــُم
أمْرتُك الخير لكن ما ائتمرت بــــــــــه
وما اســـــتقمت فما قولى لك استقمِ
ولا تزودت قبل الموت نافلــــــــــــــةً
ولم أصل سوى فرض ولم اصـــــم
في مدح سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم
مولاي صلــــي وسلــــم دائمـــاً أبــــدا
علـــى حبيبــــك خيــر الخلق كلهـم
ظلمت سنة من أحيا الظلام إلــــــــــى
أن اشتكت قدماه الضر مــــــن ورم
وشدَّ من سغب أحشاءه وطــــــــــوى
تحت الحجارة كشحاً متـــــرف الأدم
وراودته الجبال الشم من ذهــــــــــبٍ
عن نفسه فأراها أيما شـــــــــــــــمم
وأكدت زهده فيها ضرورتـــــــــــــــه
إن الضرورة لا تعدو على العصــــم
وكيف تدعو إلى الدنيا ضرورة مـــن
لولاه لم تخرج الدنيا من العـــــــــدمِ
محمد ســـــــــــــــيد الكونين والثقليـن
والفريقين من عرب ومن عجـــــمِ
نبينا الآمرُ الناهي فلا أحـــــــــــــــــدٌ
أبر في قولِ لا منه ولا نعـــــــــــــــــم
هو الحبيب الذي ترجى شــــــــفاعته
لكل هولٍ من الأهوال مقتحـــــــــــــــم
دعا إلى الله فالمستسكون بــــــــــــه
مستمسكون بحبلٍ غير منفصـــــــــــم
فاق النبيين في خلقٍ وفي خُلــــــــُقٍ
ولم يدانوه في علمٍ ولا كـــــــــــــــرم
وكلهم من رسول الله ملتمـــــــــــسٌ
غرفاً من البحر أو رشفاً من الديـــــمِ
وواقفون لديه عند حدهـــــــــــــــــم
من نقطة العلم أو من شكلة الحكـــــم
فهو الذي تـ ــــــم معناه وصورتـــــــه
ثم اصطفاه حبيباً بارئُ النســــــــــــم
منزهٌ عن شريكٍ في محاســـــــــــنه
فجوهر الحسن فيه غير منقســـــــــم
دع ما ادعثه النصارى في نبيهـــــم
واحكم بماشئت مدحاً فيه واحتكــــــم
وانسب إلى ذاته ما شئت من شــرف
وانسب إلى قدره ما شئت من عظــــم
فإن فضل رسول الله ليس لـــــــــــه
حدٌّ فيعرب عنه ناطقٌ بفــــــــــــــــــم
لو ناسبت قدره آياته عظمـــــــــــــاً
أحيا اسمه حين يدعى دارس الرمــم
لم يمتحنا بما تعيا العقول بــــــــــــه
حرصاً علينا فلم نرْتب ولم نهــــــــمِ
أعيا الورى فهم معناه فليس يـــــرى
في القرب والبعد فيه غير منفحـــــم
كالشمس تظهر للعينين من بعُـــــــدٍ
صغيرةً وتكل الطرف من أمـــــــــــم
وكيف يدرك في الدنيا حقيقتــــــــــه
قومٌ نيامٌ تسلوا عنه بالحلــــــــــــــمِ
فمبلغ العلم فيه أنه بشـــــــــــــــــــرٌ
وأنه خير خلق الله كلهــــــــــــــــــمِ
وكل آيٍ أتى الرسل الكرام بهـــــــــا
فإنما اتصلت من نوره بهـــــــــــــم
فإنه شمس فضلٍ هم كواكبهـــــــــــا
يظهرن أنوارها للناس في الظلـــــم
حَتَّى إِذَا طَلَعَتْ في الْكَونِ عَمَّ هُدَاهَا
الْعَالَمِينَ وَأَحْيَتْ سَآئِرَ الأُمَمِ
أكرم بخلق نبيّ زانه خلــــــــــــــــقٌ
بالحسن مشتمل بالبشر متســـــــــم
كالزهر في ترفٍ والبدر في شــــرفٍ
والبحر في كرمٍ والدهر في همــــــم
كانه وهو فردٌ من جلالتـــــــــــــــــه
في عسكر حين تلقاه وفي حشــــــم
كأنما اللؤلؤ المكنون فى صـــــــدفٍ
من معدني منطق منه ومبتســــــــم
تعيى العقول كلالا عند رؤيته
لا طيب يعدل تُرباً ضم أعظمــــــــــهُ
طوبى لمنتشقٍ منه وملتثــــــــــــــمِ
في مولده عليه الصلاة والسلام
مولاي صلــــي وسلــــم دائمـــاً أبــــدا
علـــى حبيبــــك خيــر الخلق كلهـم
أبان موالده عن طيب عنصـــــــــره
يا طيب مبتدأ منه ومختتــــــــــــــم
يومٌ تفرَّس فيه الفرس أنهـــــــــــــم
قد أنذروا بحلول البؤْس والنقـــــــم
وبات إيوان كسرى وهو منصــــدعٌ
كشمل أصحاب كسرى غير ملتئـــم
والنار خامدة الأنفاس من أســــــفٍ
عليه والنهر ساهي العين من سـدم
وساءَ ساوة أن غاضت بحيرتهـــــا
ورُد واردها بالغيظ حين ظمــــــــي
كأن بالنار ما بالماء من بــــــــــــلل
حزناً وبالماء ما بالنار من ضــــرمِ
والجن تهتف والأنوار ساطعـــــــــةٌ
والحق يظهر من معنى ومن كلــــم
عموا وصموا فإعلان البشائر لـــــم
تسمع وبارقة الإنذار لم تُشــــــــــَم
من بعد ما أخبره الأقوام كاهِنُهُـــــــمْ
بأن دينهم المعوجَّ لم يقــــــــــــــــمِ
وبعد ما عاينوا في الأفق من شهـب
منقضةٍ وفق ما في الأرض من صنم
حتى غدا عن طريق الوحى منهــزمٌ
من الشياطين يقفو إثر منـــــــــهزم
كأنهم هرباً أبطال أبرهــــــــــــــــــةٍ
أو عسكرٌ بالحصى من راحتيه رمـى
نبذاً به بعد تسبيحٍ ببطنهمــــــــــــــا
نبذ المسبِّح من أحشاءِ ملتقـــــــــــم
في معجزاته صلى الله عليه وسلم
مولاي صلــــي وسلــــم دائمـــاً أبــــدا
علـــى حبيبــــك خيــر الخلق كلهـم
جاءت لدعوته الأشجار ســــــاجدة
تمشى إليه على ساقٍ بلا قــــــــــدم
كأنَّما سطرت سطراً لما كتــــــــــبت
فروعها من بديع الخطِّ في اللقـــــم
مثل الغمامة أنَّى سار سائـــــــــــرة
تقيه حر وطيسٍ للهجير حَـــــــــــم
أقسمت بالقمر المنشق إن لــــــــــه
من قلبه نسبةً مبرورة القســــــــــمِ
وما حوى الغار من خير ومن كــرم
وكل طرفٍ من الكفار عنه عــــــــم
فالصِّدْقُ في الغار والصِّدِّيقُ لم يرما
وهم يقولون ما بالغار مــــــــن أرم
ظنوا الحمام وظنوا العنكبوت علــى
خير البرية لم تنسج ولم تحــــــــــم
وقاية الله أغنت عن مضاعفـــــــــةٍ
من الدروع وعن عالٍ من الأطـــــُم
ما سامنى الدهر ضيماً واستجرت به
إلا ونلت جواراً منه لم يضـــــــــــم
ولا التمست غنى الدارين من يــــده
إلا استلمت الندى من خير مســـتلم
لا تنكر الوحي من رؤياه إن لـــــــه
قلباً إذا نامت العينان لم ينــــــــــــم
وذاك حين بلوغٍ من نبوتــــــــــــــه
فليس ينكر فيه حال محتلـــــــــــــم
تبارك الله ما وحيٌ بمكتســــــــــــبٍ
ولا نبيٌّ على غيبٍ بمتهـــــــــــــــم
كم أبرأت وصباً باللمس راحتــــــــه
وأطلقت أرباً من ربقة اللمـــــــــــم
وأحيتِ السنةَ الشهباء دعوتـــــــــه
حتى حكت غرة في الأعصر الدهـم
بعارضٍ جاد أو خلت البطاح بهـــــا
سيبٌ من اليم أو سيلٌ من العــــرمِ
لمّا شكت وقعه البطحاء قال له
على الرّبا و الهضاب انهلّ و انسجم
فأدّت الأرض من رزق أمانتها
بإذن خالقها للناس و النعم
و ألبست حللا من سندس و لوت
عمائما برؤوس الهضب و الأكم
فالنخل باسقة تجلوا قلائدها
مثل البهار على الأبصار و العنم
و فارق الناس داء القحط و انبعثت
الى المكارم نفس النّكس و البرم
اذا تتبّعت أيات النبي فقد
الحقت منفخما منها بمنفخم
قل للمحاول شأوا في مدائحه
هي المواهب لم أشدد لها زيم
و لا تقل لي بماذا نلت جيّدها
فما يقال لفضل الله ذا بكم
لولا العناية كان الامر فيه عناء
حدَّ السَواءٍ فذو نطقِ كذي بكمِ
في شـــــرف الــــقرآن ومدحــــــــــــــــه
مولاي صلــــي وسلــــم دائمـــاً أبــــدا
علـــى حبيبــــك خيــر الخلق كلهـم
دعني ووصفي آيات له ظهـــــــرت
ظهور نار القرى ليلاً على علـــــم
فالدُّرُّ يزداد حسناً وهو منتظــــــــــمٌ
وليس ينقص قدراً غير منتظــــــم
فما تطاول آمال المديح إلــــــــــــى
ما فيه من كرم الأخلاق والشِّيـــــم
آيات حق من الرحمن محدثــــــــــةٌ
قديمةٌ صفة الموصوف بالقــــــدم
لم تقترن بزمانٍ وهي تخبرنــــــــــا
عن المعادِ وعن عادٍ وعــــن إِرَم
دامت لدينا ففاقت كلَّ معجــــــــــزةٍ
من النبيين إذ جاءت ولم تـــــــدمِ
محكّماتٌ فما تبقين من شبــــــــــــهٍ
لذى شقاقٍ وما تبغين من حكــــم
ما حوربت قط إلا عاد من حَـــــــرَبٍ
أعدى الأعادي إليها ملقي الســلمِ
ردَّتْ بلاغتها دعوى معارضهــــــــا
ردَّ الغيور يد الجاني عن الحـــرم
لها معانٍ كموج البحر في مــــــــددٍ
وفوق جوهره في الحسن والقيـمِ
فما تعدُّ ولا تحصى عجائبهــــــــــــا
ولا تسام على الإكثار بالســـــــأمِ
قرَّتْ بها عين قاريها فقلت لـــــــــه
لقد ظفرت بحبل الله فاعتصـــــــم
إن تتلها خيفةً من حر نار لظـــــــى
أطفأت حر لظى من وردها الشــم
كأنها الحوض تبيض الوجوه بـــــه
من العصاة وقد جاؤوه كالحمـــــم
وكالصراط وكالميزان معدلـــــــــــةً
فالقسط من غيرها في الناس لم يقم
لا تعجبن لحسودٍ راح ينكرهــــــــــا
تجاهلاً وهو عين الحاذق الفهـــــم
قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد
وينكر الفم طعم الماءِ من ســــــقم
في إسرائه ومعراجه صلى الله عليه وسلم
مولاي صلــــي وسلــــم دائمـــاً أبــــدا
علـــى حبيبــــك خيــر الخلق كلهـم
يا خير من يمم العافون ســــــــاحته
سعياً وفوق متون الأينق الرســــم
ومن هو الآية الكبرى لمعتبــــــــــرٍ
ومن هو النعمةُ العظمى لمغتنـــــم
سريت من حرمٍ ليلاً إلى حــــــــــرمٍ
كما سرى البدر في داجٍ من الظـلم
وبت ترقى إلى أن نلت منزلــــــــــةً
من قاب قوسين لم تدرك ولم تــرم
وقدمتك جميع الأنبياء بهـــــــــــــــا
والرسل تقديم مخدومٍ على خـــــدم
وأنت تخترق السبع الطباق بهــــــم
في مركب كنت فيه صاحب العلــــم
حتى إذا لم تدع شأواً لمســـــــــتبقٍ
من الدنوِّ ولا مرقى لمســــــــــــتنم
خفضت كل مقامٍ بالإضـــــــــــافة إذ
نوديت بالرفع مثل المفردِ العلــــــم
كيما تفوز بوصلٍ أي مســـــــــــتترٍ
عن العيون وسرٍ أي مكتتــــــــــــم
فحزت كل فخارٍ غير مشـــــــــــتركٍ
وجزت كل مقامٍ غير مزدحــــــــــم
وجل مقدار ما وليت من رتــــــــــبٍ
وعز إدراك ما أوليت من نعــــــــمِ
بشرى لنا معشر الإسلام إن لنـــــــا
من العناية ركناً غير منهــــــــــدم
لما دعا الله داعينا لطاعتــــــــــــــه
بأكرم الرسل كنا أكرم الأمــــــــــم
في جهاد النبي صلى الله عليه وسلم
مولاي صلــــي وسلــــم دائمـــاً أبــــدا
علـــى حبيبــــك خيــر الخلق كلهـم
راعت قلوب العدا أنباء بعثتــــــــــه
كنبأة أجفلت غفلا من الغنــــــــــمِ
ما زال يلقاهمُ في كل معتـــــــــــركٍ
حتى حكوا بالقنا لحماً على وضـم
ودوا الفرار فكادوا يغبطون بــــــــه
أشلاءَ شالت مع العقبان والرخــم
تمضي الليالي ولا يدرون عدتهـــــا
ما لم تكن من ليالي الأشهر الحُرُم
كأنما الدين ضيفٌ حل ســــــــاحتهم
بكل قرمٍ إلى لحم العدا قــــــــــــرم
يجر بحر خميسٍ فوق ســــــــــابحةٍ
يرمى بموجٍ من الأبطال ملتطـــــم
من كل منتدب لله محتســـــــــــــــبٍ
يسطو بمستأصلٍ للكفر مصــــطلمِ
حتى غدت ملة الإسلام وهي بهــــم
من بعد غربتها موصولة الرحـــم
مكفولةً أبداً منهم بخــــــــــــــير أبٍ
وخير بعلٍ فلم تيتم ولم تئـــــــــــمِ
هم الجبال فسل عنهم مصادمهــــــم
ماذا رأى منهم في كل مصــــطدم
وسل حنيناً وسل بدراً وسل أُحـــــداً
فصول حتفٍ لهم أدهى من الوخم
المصدري البيض حمراً بعد ما وردت
من العدا كل مسودٍ من اللمـــــــمِ
والكاتبين بسمر الخط ما تركـــــــت
أقلامهم حرف جسمٍ غير منعجــمِ
شاكي السلاح لهم سيما تميزهــــــم
والورد يمتاز بالسيما عن الســلم
تهدى إليك رياح النصر نشرهـــــــم
فتحسب الزهر في الأكمام كل كــم
كأنهم في ظهور الخيل نبت ربـــــــاً
من شدة الحَزْمِ لا من شدة الحُزُم
طارت قلوب العدا من بأسهم فرقـــاً
فما تفرق بين الْبَهْمِ وألْبُهــــــــــُمِ
ومن تكن برسول الله نصــــــــــرته
إن تلقه الأسد فى آجامها تجــــــمِ
ولن ترى من وليٍ غير منتصـــــــرٍ
به ولا من عدوّ غير منفصــــــــم
أحل أمته في حرز ملتـــــــــــــــــــه
كالليث حل مع الأشبال في أجـــــم
كم جدلت كلمات الله من جــــــــــدلٍ
فيه وكم خصم البرهان من خصـم
كفاك بالعلم في الأُمِّيِّ معجــــــــــزةً
في الجاهلية والتأديب في اليتـــــم
في التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم
مولاي صلــــي وسلــــم دائمـــاً أبــــدا
علـــى حبيبــــك خيــر الخلق كلهـم
خدمته بمديحٍ استقيل بـــــــــــــــــه
ذنوب عمرٍ مضى في الشعر والخدم
إذ قلداني ما تخشي عواقبـــــــــــــه
كأنَّني بهما هديٌ من النعـــــــــــــم
أطعت غي الصبا في الحالتين ومـــا
حصلت إلا على الآثام والنــــــــــدم
فياخسارة نفسٍ في تجارتهــــــــــــا
لم تشتر الدين بالدنيا ولم تســـــــم
ومن يبع آجلاً منه بعاجلـــــــــــــــهِ
يَبِنْ له الْغَبْنُ في بيعٍ وفي ســــــلمِ
إن آت ذنباً فما عهدي بمنتقـــــــض
من النبي ولا حبلي بمنصـــــــــرم
فإن لي ذمةً منه بتســــــــــــــــميتي
محمداً وهو أوفى الخلق بالذمـــم
إن لم يكن في معادي آخذاً بيــــــدى
فضلاً وإلا فقل يا زلة القــــــــــــدمِ
حاشاه أن يحرم الراجي مكارمــــــه
أو يرجع الجار منه غير محتــــرمِ
ومنذ ألزمت أفكاري مدائحــــــــــــه
وجدته لخلاصي خير ملتـــــــــــزم
ولن يفوت الغنى منه يداً تربــــــــت
إن الحيا ينبت الأزهار في الأكـــــم
ولم أرد زهرة الدنيا التي اقتطفــــت
يدا زهيرٍ بما أثنى على هــــــــــرمِ
في المناجاة وعرض الحاجات
يــــارب بالمصطفى بلغ مقاصدنـــا
واغفر لنا ما مضى يا واسع الكرم
يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ بــــــه
سواك عند حلول الحادث العمـــــم
ولن يضيق رسول الله جاهك بــــــي
إذا الكريم تحلَّى باسم منتقــــــــــم
فإن من جودك الدنيا وضرتهـــــــــا
ومن علومك علم اللوح والقلـــــم
يا نفس لا تقنطي من زلةٍ عظمـــــت
إن الكبائر في الغفران كاللمـــــــــم
لعل رحمة ربي حين يقســـــــــــمها
تأتي على حسب العصيان في القسم
يارب واجعل رجائي غير منعكـــسٍ
لديك واجعل حسابي غير منخــــرم
والطف بعبدك في الدارين إن لـــــه
صبراً متى تدعه الأهوال ينهــــــزم
وائذن لسحب صلاةٍ منك دائمــــــــةٍ
على النبي بمنهلٍ ومنســـــــــــــجم
ما رنّحت عذبات البان ريح صـــــبا
وأطرب العيس حادي العيس بالنغم
ثم الرضا عن أبي بكرٍ وعن عمــــرٍ
وعن عليٍ وعن عثمان ذي الكــرم
والآلِ وَالصَّحْبِ ثمَّ التَّابعينَ فهــــــم
أهل التقى والنقا والحلم والكـــــرمِ
يا رب بالمصطفى بلغ مقاصـــــــدنا
واغفر لنا ما مضى يا واسع الكرم
واغفر إلهي لكل المسلميـــــــن بمــــا
يتلوه في المسجد الأقصى وفي الحرم
بجاه من بيتـــــه في طيبـــــــةٍ حرمٌ
واسمُهُ قسمٌ من أعظــــــم القســــم
وهذه بُــــردةُ المُختــــار قد خُتمــــت
والحمد لله في بــــدء وفي ختـــــم
أبياتها قـــــد أتت ستيــــن مع مائــــةٍ
فرِّج بها كربنا يا واسع الكــــــــرم
يـا رَبِّ صَـــلِّ عّـلـَـى الـمُـخـْـتـَـارِ مِــنْ مُــضـَــرٍ
وَ الأَنـْـبـِـيـــا وَ جَــمــيــعِ الــرُّسْــــلِ مََــا ذُكِـــرُوا
وَصَـــلِّ رَبِّ عَــلـَــى الــهـَــــادِي وَ عِــتـْـــرَتِــــهِ
وَ صَـحْــبـِــهِ مَـنْ لِــطـَـــيِّ الـدِّيــن قـدْ نـَـشـَــــرُوا
وَ جــاهـَــــدُوا مَــعــَـهُ فـــي الـلـه وَ اجْــتـَـهـَــــدُوا
و هـــاجَـــــرُوا و لـَـــهُ آوَوْا وَ قــَـــدْ نـَــصَـــــرُوا
وَ بَـيَّـنـُـوا الـفـَـرْضَ و الـمَـسْـنـُـونَ وَ اعْـتـَـصَـبُـوا
لـلـهِ وَ اعْـــتـَــصَـــمُــــوا بـالـلـهِ فـَــنـْــتــَـصَـــرُوا
أَزْكـَـــى صَــــــلاَة و أنـْــمــــاهـَـا وَ أَشـْــــرَفـَـهــا
يُـعَــطـِّــرُ الــكـَـوْنَ رَيـَّـــا نـَـشـْــــرُهـا الـعَــطِــــرُ
مَــعـْـبـُـــوقـَـــةً بـِـعَــبـِـيـــرِ الــمِــسْــــكِ زَاكِــيـــةً
مِــنْ طِــيــبـِـهـَـــا أَرَجُ الــرِّضـْـــوَانِ يَــنـْـتـَـشِــــرُ
عَـــدَّ الـحَـصَى و الـثــَّـرَى و الـرَّمْـــلِ يَـتـْـبَـعُـهــا
نـَـجْــــمُ الـسَّــــمـــا وَنـَـبَـــاتُ الأَرْضِ و الــمَــــدَرُ
وَعَــــــدَّ مــا حَـــــوَتِ الأَشـْــــجـَـــــارُ مِـــنْ وَرَقٍ
وكـُــلِّ حَـــــرْفٍ غـَـــدَا يُـتــْــلـَـى وَ يُـسْـــتـَـطـــَـرُ
وَ عَــــــدَّ وَزْنٍ مَــثـــاقِـــيــــل الـجـِــبــــالِ كـــَــذَا
يَـلِــيــهِ قـَـطـْــــرُ جَــمِــيـــع الــمـــاءِ و الـمَـطـَـــرُ
وَ الـطـَّـيْــرِ وَ الـوَحْــشِ وَ الأَسْـــمَـاكِ مَـعْ نـَـعَـــم
يَـتـْـلـُـوهـُـــمُ الـجـِـــــنُّ وَ الأَمْـــــلاَكُ وَ الـبَــشـَـــرُ
و الــذرُّ و الـنـَّــمْـــلُ مَـعْ جَـمْــعِ الـحــبُــوبِ كـَـذا
و الـشـَّـــعْــرُ و الـصُّــوفُ و الأَرْيَــاشُ و الــوَبَـــرُ
و مــا أحــــاطَ بـِـهِ الــعِـــلـْـــمُ الــمُــحِــيــطُ وَ مَــا
جَــــرَى بـِـهِ الـقـَـلــــمُ الــمَــأْمُــــورُ وَ الــقـَــــــدَرُ
وعَــــــدَّ نـَـعْــمــائِـــك الـلاتِـــي مَــنـَـنـْـــتَ بِـهـَــا
عَـلـَـى الـخـلائـقِ مُـــذ كـانـُـــوا وَ مُـــذ حُـشِــــرُوا
وعَــــــدَّ مِــقـْـــدَارِهِ الـسَّــــامِـي الــذِي شـَــــرُفـَـتْ
بِــهِ الـنـَّـبـِـيُّـــونَ و الأمْـــــلاكُ و افـْــتـَــخـَــــــرُوا
وعَـــــــدَّ مــا كـــانَ فِــي الأكــــوانِ يـا سَـــــنـَـدِي
و مـــا يـَـكــــونُ إلــى أنْ تــُـبْــــعَــــثَ الـصُّـــــوَرُ
فِــي كـُــلِّ طـَــرْفـَـــةِ عَــــيْـــنٍ يَـطــْـرِفـُـونَ بـِـهــا
أهـْـــلُ الـسَّـــمَـواتِ و الأَرضِـــيــنَ أوْ يـــَــــــذرُوا
مِـــلْءَ الـسَّـــمـوَاتِ و الأرْضِـــيــنَ مَــعْ جَـــبــَـــلٍ
و الـفـَـرْشِ و الـعَـرْش و الـكْـرسِـي و مَا حَـصَـرُوا
مـا أعْـــدَمَ الـلـه مَــوْجُـــوداً وَ أَوْجَــــــدَ مَـعْـــدُومـاً
صَـــــــلاَةً دَوَامـــــــاً لـَــيْــــــسَ تــَـنــْـحَـــصِــــــرُ
تـَـسْـــتـَـغـْـرِقُ الـعـــدَّ مَـعْ جَــمْـعِ الـدُّهـــُـورِ كـمَــا
تـُـحِــيـــطُ بـالـحَـــــــدِّ لا تـُـبْــقِــــي و لا تــَـــــــذَرُ
لا غــايَـــــةً وَ انــتِــهـــــاءً يَـا عَــظــيـــــمُ لــهـَـــا
و لا لـهـَـــا أمَــــــــدٌ يُــقــْـضـَــى وَ يُــنـْـتـَـظـــــــرُ
مَــعَ الـسَّــــــلامِ كـَـمَــا قـَــدْ مَــــــنَّ مِــنْ عَــــــــدَدٍ
رَبـِّـي و ضـاعِـفـْـهـُـمـا و الـفـَـضـْــلُ مُـنـْـتــَـشــــرُ
وَعَــــــدَّ أضـْـعَـــاف مَــا قـَــدْ مَـــــرَّ مِــنْ عَــــــدَدٍ
مَــعْ ضِـعْــــفِ أضـْـعــافِــهِ يَــا مَــنْ لـَـهُ الـقـَــــدَرُ
كـَـمَـــا تـُـحِـــــبُّ و تـَـرْضـَـى سَـــــيِّـدِي و كـَـمَـــا
أمَــــرْتــنـــــا أَنْ نـُـصَــلـِّــي أَنــْـــت مُــقـْــتــَـــــدِرُ
وَ كـُـــلُّ ذلِــــكَ مَــضـْـــرُوبٌ بـِـحَـــقــِّـــــكَ فِـــــي
أَنـْـفـَــــاسِ خـَـلـْـقــِــكَ إن قـَــلـُّـــوا وَ إِن كـَـثــُــروا
يَـا رَبِّ و اغـْــفـِــــــر لِـتــالِـيــهـــا و ســــامِـعِــهــا
وَ الـمُـرْسـَـــلِـيـنَ جَـمِـيـعـــاً أَيْـنـَـمــا حَــضـَـــــرُوا
وَوَالــدِيـــنــَـــا و أَهـْـلـِـيـــنـــــا وَ جــِـيـــرَاتِـــنــَـــا
وَ كـُـلـُّــنــا سَـــــيِّـــدِي لِـلـْـعَــفـْــــو مُـفـْـتــَـقـِـــــــرُ
و قــَـــدْ أَتــَـيــْــتُ ذُنـُـــــوبـــاً لاَ عِـــــــدَادَ لــهـَـــا
لــكِـــنَّ عَـــفـْــــوَكَ لا يُــبْــقـــــي و لا يــَـــــــــذرُ
و الــهـَـــمُّ عَـنْ كـُـلِّ مـا أَبْــغِـــيـــهِ أَشـْـــغـَـلـَـنِــي
و قـَــدْ أَتــَـى خـاضِـعــاً و الـقـَـلـْــبُ مُـنـْـكـَـسِـــــرُ
أَرْجُـــوكَ يَـا رَبِّ فـــي الـــدَّارَيْـن تـــَـرْحَــمُــنـــــا
بـجَـــــاهِ مَــنْ فِــي يــَـــدْيـــهِ سَـــــبَّـحَ الـحَـجَـــــرُ
يَـارَبِّ أعــظِــــمْ لـَـنــــا أجْــــــراً و مَــغـْـفـِـــــــرَةً
فـــإنَّ جُـــــودَكَ بَــحــــــرٌ لـَـيـْــسَ يـَـنـْـحَــصـِــــرُ
و اقـــضِ دُيــُــونـاً لـهـــا الأخـــــلاقُ ضــائـِـقــَـــةٌ
و فـَـــــرِّجِ الـكـَــــرْبَ عَــنــَـا أنــــتَ مُــقـْــتــَـــدِرُ
و كـُــنْ لـَـطِــيــفـــاً بـِــنــَـا فـــي كـُــلِّ نــَــازِلـَــــةٍ
لـُـطـْـفـــاً جَــمِــيــلاً بـِـهِ الأهـْـــوَالُ تـَـنـْـحَــسِـــــرُ
بـالـمُـصْـطـَـفـَـى الـمُـجْـتـَـبَـى خـَـيْـرِ الأنـَـامِ و مَـنْ
جَـــلاَلـَـــةً نــَـزَلـَـــتْ فـــي مَـــدْحِـــــهِ الـسُّــــــوَرُ
ثـُــمَّ الـصَّـــلاَةُ عَـلـَـى الــمُـخـْـتـَـارِ مـا طـَـلـَـعَـــتْ
شـَــمْـسُ الـنـَّـهـَـارِ و مـا قـَـدْ شـَـعْـشـَـعَ الـقـَـمَـــــرُ
ثـُــمَّ الــرِّضـــَـا عَـــنْ أبــي بَــكـْــــرٍ خـَـلـِـيـفـَـتِـــهِ
مَــنْ قـــامَ مِــنْ بَــعْـــــدِهِ لِـلـــدِّيـــــنِ يَـنـْـتـَـصِـــرُ
وَ عَـــنْ أبـِـي حَــفــْـصٍ الـفـَـــارُوقِ صـاحِـــبــــِـهِ
مَــنْ قـَــوْلـُـهُ الـفـَـصْــلُ فــي أَحْــكـامِـــهِ عُــمَــــرُ
وَ جُـــــدْ لِـعُـثـْـمَـانَ ذِي الـنـورَيْــنِ مَــنْ كـمُـلـــَـتْ
لـَـهُ الـمَـحَـاسِــــنُ فــي الــدَّارَيْــــنِ و الــظـَّــفـَــــرُ
كـَــذَا عَـــلـِــيِّ مَـــعَ ابْـــنــَــيـْــــهِ وَ أُمِّـــهــِـــمَــــا
أَهـْـــلِ الـعَـبَـــاءِ كـَـمَــا قـَــدْ جَــــاءَنـَـا الـخـَـبَـــــرُ
سَــعْــدٌ ، سَــعِـيـدُ بْـنُ عَــوفٍ ، طـَـلـْـحَـةٌ ، وَ أَبُـو
عُــبَــيْــــدَةٍ ، و زُبـَــيـْـــــرٌ ســــــــادَةٌ غـُــــــــرَرُ
و حَــمْـــــزَةٌ ، و كـــــذا الــعَــبـَـــاسُ سَــــــيِّـدُنــا
و نـَـجْـــلـُـهُ الـحَـبْـــرُ مَـنْ زَالـَـــتْ بـِـهِ الـغِــيـَـــرُ
وَ الآل وَ الــصِّــحْـــبِ و الأتـْــبـَــــاعِ قــاطِــبــَـــة
مــا جَــــنَّ لـَـيـْـــلُ الـدَّيَـاجـِـي أَوْ بَــــدَا الـسَّــحَـــرُ
محمدٌ أشرف الأعراب والعجــم
محمدٌ خير من يمشي على قدمِ
محمدٌ باسط المعروف جامعه
محمدٌ صاحب الإحسان والكرمِ
محمدٌ تاج رسل الله قاطبةً
محمدٌ صادق الأقوال والكلمِ
محمدٌ ثابت الميثاق حافظه
محمدٌ طيب الأخلاق والشيمِ
محمدٌ جبلت بالنور طينـته
محمدٌ حاكم بالعدل ذو شرفٍ
محمدٌ معدن الإنعام والحكمِ
محمدٌ خير خلق الله من مضـرِ
محمدٌ خير رسل الله كلهـمِ
محمدٌ دينه حق ندين بـه
محمدٌ مشرق حقا على علمِ
محمدٌ ذكره روح لأنفسنا
محمدٌ شكره فرض على الأممِ
محمدٌ زينة الدنيا وبهجتهـا
محمدٌ كاشف الغمات والظلمِ
محمدٌ سيد طابت مناقبه
محمدٌ صاغه الرحمن بالنعـمِ
محمدٌ صفوة الباري وخيرتـه
محمدٌ طاهر من سائر التهـمِ
محمدٌ ضاحك للضيف مكرمه
محمدٌ جاره والله لم يضـمِ
محمدٌ طابت الدنيا ببعثـته
محمدٌ جاء بالآيات والحكمِ
محمدٌ يوم بعث الناس شافعنا
محمدٌ نوره الهادي من الظلمِ
محمدٌ قائم لله ذو همـمٍ
محمدٌُ خاتم للرسل كلهـمِ
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى